الخميس، 22 يناير 2015

الفصل الرابع: معجزات يسوع: أسباب قيام يسوع بالمعجزات ومعجزات العهد القديم التي تشبه معجزات يسوع

الفصل الرابع: معجزات يسوع
تحدثت الأناجيل كثيراً عن معجزات يسوع، من شفاء الحمّى الى إحياء الموتى، كما تحدثت عن أسباب قيامه بها، وفي البداية سأستعرض معظمها لنرى إن كانت تثبت ما تقوله الأناجيل وقوانين إيمان الكنائس عنه من صفات سواء كمسيح أو إله وابن إله أو أنه الأُقنوم الثاني من الاقانيم الثلاثة الذين هم متساوون في الجوهر والقدرة والإرادة، ومن ثم سأُناقش الأسباب التي قال إنه من أجلها قام بها.
أسباب قيام يسوع بعمل المعجزات
- وأما أنا فلي شهادة أعظم من يوحنا،
لأن الأعمال التي أعطاني الأب لأُكملها هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الأب قد أرسلني. (يوحنا 5: 36)
في هذا النص يقول يسوع ان المعجزات التي كان يعملها تشهد له أن أباه قد أرسله.
- فاحتاط به اليهود وقالوا الى متى تعلق أنفسنا،
ان كنت أنت المسيح فقل لنا جهراً،
أجابهم يسوع إني قلت لكم ولستم تؤمنون،
الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي هي تشهد لي. (يوحنا 10: 24-25)
في هذا النص يقول يسوع ان المعجزات التي يعملها باسم أبيه تشهد له أنه هو المسيح!
ولكن للأسف فان متّى ولوقا كتبا له نسبين ينسبانه فيهما إلى داوُد، وهو ما يتناقض مع صفة المسيح كما قال هو شخصياً في النصوص التالية:
- سألهم يسوع قائلاً ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو،
قالوا له ابن داوُد،
قال لهم فكيف يدعوه داوُد بالروح رباً قائلاً، قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك،
فإن كان داوُد يدعوه رباً فكيف يكون ابنه. (متّى 22: 41-45)
- ثم أجاب يسوع وقال وهو يُعلم في الهيكل كيف يقول الكتبة ان المسيح ابن داوُد، لأن داوُد نفسه قال بالروح المقدس قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك،
فداوُد نفسه دعوه رباً فمن أين هو ابنه. (مرقس 12: 35-37)
- وقال لهم كيف يقولون ان المسيح ابن داوُد،
وداوُد نفسه يقول في كتاب المزامير قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فإذاً داوُد يدعوه رباً فكيف يكون ابنه. (لوقا 20: 41-44)
فمعجزاته لا تمحوا النسبين ولا أنه ابن داوُد كما تؤمن الكنائس المختلفة، ولا باقي النصوص التي تنسبه إلى داوُد في الأناجيل كي تشهد له أنه هو المسيح الذي تحدثت عنه أسفار العهد القديم!
إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي،
ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي،
فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الأب فيّ وانا فيه. (يوحنا 10: 37-38)
في هذا النص يقول يسوع إن أعماله هي أعمال أبيه، وإن كان لا يعمل أعمال أبيه فلا تؤمنوا به، ولكن ان كانت المعجزات التي يقوم بعملها هي من أعمال أبيه فعندها يجب عليهم أن يؤمنوا أنه في أبيه وان أباه فيه، وأنا هنا لن أتحدث عن يسوع وأبيه من الناحية الذاتية، إن كان هو في أبيه وأباه فيه، ولكن سأتحدث عن النتيجة التي يريد يسوع توصيلها، وهي أن معجزاته لا يقوم بها أحد من الناس لأنها من أعمال أبيه.
صدقوني أني في الأب والأب فيّ،
وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها،
الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً،
ويعمل أعظم منها،
لأني ماض الى أبي، ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الأب بالابن،
إن سالتم شيئاً باسمي فاني افعله. (يوحنا 14: 11-14)
في هذا النص يطلب يسوع كما كتب يوحنا أن يصدقه الناس أنه في أبيه وان أباه فيه، كما في النص السابق، ويتابع فيقول إن لم يصدقه الناس لمجرد القول فعليهم تصديقه من أجل المعجزات التي قام بها، ثم يُردف قائلاً الحق الحق أقول لكم إن من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضاً ويعمل أعظم منها، فلو صدقه الناس فيما قاله، فهل يشك إنسان على وجه الأرض في أن من يؤمن به من أتباع الكنائس منذ أكثر من تسعة عشر قرناً لا يعملون ما عمل، وليس أعظم مما عمل!
فكيف سيصدقه الناس ووعوده لم تتحقق للتلاميذ ولا لأتباع الكنائس؟
إلا إذا قلنا إن أتباع الكنائس الطيبين ليسوا مؤمنون به، ولهذا فهذا الوعد وغيره، لم يتحقق لهم.
نخلص إلى القول ان يسوع يعتبر معجزاته دليلاً وشاهداً على ما يقول، كما أن الكنائس تعتبر تلك المعجزات دليلاً وشاهداً على ما كتبته في قوانين إيمانها عن الأقانيم الثلاثة، وتقول من يستطيع أن يُحي الموتى إلا الرب أو من في منزلته، وحتى لا نطيل الكلام فمعجزات يسوع أمامنا، وفي الصفحات التالية سنستعرض العهد القديم لنرى إن عجز البشر عن القيام بما قام به يسوع من معجزات لنصدقه فيما يقول وفيما كتبت عنه قوانين إيمان الكنائس المختلفة أم لا.
معجزات إحياء الموتى في العهد القديم
من أشهر المعجزات التي قام بعملها يسوع هي إحياء ثلاثة من الموتى كما هو مكتوب في الأناجيل، وتعتبرها الكنائس أنها من أهم الأدلة على ما كتبته في قوانين إيمانها عن قصة وجود أقانيم ثلاثة ووحدتها وجوهرها، ولكن ماذا يحدثنا العهد القديم عن هذه المعجزة، هل قام بعملها أحد غير يسوع، وإذا قام بها أحد غير يسوع هل ادّعى ذلك الشخص أنه إله أو ابن إله أو أن الإله حلّ فيه، أو انه من نفس الجوهر؟
لنقرأ النصوص التالية:
معجزة إحياء إيليا لابن امرأة
- وبعد هذه الأُمور مرض ابن ألمرأة صاحبة البيت واشتدّ مرضه جداً حتى لم تبق فيه نسمة،
فقالت لإيليا ما لي ولك يا رجل الإله،
هل جئت اليّ لتذكير اثمي وإماتة ابني،
فقال لها أعطيني ابنك،
وأخذه من حضنها وصعد به الى العلّية التي كان مقيماً بها وأضجعه على سريره، وصرخ الى الربّ وقال أيها الربّ إلهي أأيضاً الى الأرملة التي أنا نازل عندها قد أسأت بإماتتك ابنها،
فتمدد على الولد ثلاث مرات وصرخ الى الرب وقال يا رب، إلهي لترجع نفس هذا الولد الى جوفه،
فسمع الرب لصوت إيليا فرجعت نفس هذا الولد إلى جوفه فعاش،
فأخذ إيليا الولد ونزل به من العلّية إلى البيت ودفعه إلى أُمه،
وقال إيليا أُنظري ابنك حيّ،
فقالت ألامرأة لإيليا هذا الوقت علمتُ أنك رجل الإله،
وأن كلام الرب في فمك حق. (الملوك الاول 17: 17-24)
هذا النص يخبرنا أن إيليا أحيا ابن تلك المرأة، كما فعل يسوع بإحيائه لبعض الناس ولكن هل قال إيليا عن نفسه أنه ابن الإله لقيامه بهذا العمل أو قال انه أُقنوم من الأقانيم؟
لنقرأ النص التالي:
- وكان عند إصعاد التقدمة أن إيليا النبي تقدم وقال أيها الرب إله إبراهيم وإسحاق وإسرائيل ليُعلم اليوم أنك أنت الإله في إسرائيل وأني أنا عبدك وبأمرك قد فعلت كل هذه الأمور،
استجبني يا رب استجبني ليعلم هذا الشعب أنك أنت الرب الإله وأنك أنت حوّلت قلوبهم رجوعاً. (الملوك الاول 18: 36-37)
هذا هو موقف إيليا فهو يُقرّ ويعترف أن كل معجزاته التي قام بها وهي كثيرة إنما فعلها بأمر الرب وأنه عبد للرب، وأن الرب إله إبراهيم وإسحاق وإسرائيل هو إلهه وإله بني إسرائيل.
هذا موقف إيليا فما هو موقف الناس من إيليا ومن معجزاته التي قام بها؟
لنقرأ النص التالي:
- فلما رأى جميع الشعب ذلك سقطوا على وجوههم وقالوا الرب هو الإله الرب هو الإله. (الملوك الاول 18: 39)
وبعد أن شهد الناس بهذه الشهادة وأن الرب هو الإله، وهو من تخضع له جميع رقاب البشر، ماذا قال لهم إيليا؟
فقال لهم إيليا امسكوا أنبياء البعل ولا يفلت منهم رجل،
فأمسكوهم فنزل بهم إيليا إلى نهر قيشون وذبحهم هناك. (الملوك الاول 18: 40)
فهل سنشهد مثل هذا الموقف للأنبياء الكذبة الذين يقولون ان مع الرب آلهة أُخرى؟ آمين.
معجزة إحياء أليشع لطفل
هذه قصة امرأة زوجها شاخ وليس لهما أولاد، فبشرها أليشع، وهو من أنبياء بني إسرائيل في العهد القديم، أنها بعد سنة ستكون تحتضن ابناً وهكذا حصل.
- وكبر الولد، وفي ذات يوم خرج إلى أبيه إلى الحصادين، وقال لأبيه رأسي رأسي فقال للغلام احمله الى أُمه، فحمله وأتى به الى أُمه فجلس على ركبتيها الى الظهر ومات. (الملوك الثاني 4: 18-20)
فذهبت المرأة إلى أليشع:
- فقالت هل طلبتُ ابناً من سيدي، ألم أقل لا تخدعني. (الملوك الثاني 4: 28)
فذهب أليشع إلى بيت المرأة:
- ودخل أليشع البيت وإذا بالصبي ميت ومضطجع على سريره،
فدخل وأغلق الباب على نفسيهما، وصلى الى الرب،
ثم صعد واضطجع فوق الصبي، ووضع فمه على فم الصبي وعينيه على عينيه ويديه على يديه وتمدد عليه فسخن جسد الولد،
ثم عاد وتمشّى في البيت تارة الى هنا وتارة الى هناك وصعد وتمدد عليه فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح الصبي عينيه، فدعا جيحزي وقال أُدع هذه الشونمية، فدعاها ولما دخلت إليه قال احملي ابنك،
فأتت وسقطت على رجليه وسجدت الى الارض ثم حملت ابنها وخرجت. (الملوك الثاني 4: 32-37)
في هذه النصوص معجزة إحياء أليشع لذلك الطفل بعد أن صلى للرب، ولم يقل أليشع انه أحد الأقانيم، لا بل إنني أجزم أن أليشع لم يسمع بوجود تلك الأقانيم أصلاً، وهو من أنبياء العهد القديم الكبار.
معجزة إحياء عظام أليشع لميت
- ومات أليشع فدفنوه، وكان غزاة موآب تدخل على الارض عند دخول السنة،
وفيما كانوا يدفنون رجلاً،
اذا بهم قد رأوا الغزاة فطرحوا الرجل في قبر أليشع فلما نزل الرجل في قبر أليشع ومسّ عظام أليشع عاش وقام على رجليه. (الملوك الثاني 13: 20-21)
وهذه أعجب من المعجزتان السابقتان فلمجرد مسّ الرجل الميت عظام أليشع عادت له روحه وقام على رجليه.
فهل قال أحد عن عظام أليشع، أو عن أليشع وهو حي، أنها من نفس جوهر الأقانيم؟!
معجزة إخراج قضاة اليهود للشياطين
كما أن من معجزات يسوع إخراج الشياطين والتي تتفاخر بها الكنائس وتقول أنها تقوم بها إلى الآن نتيجة للسلطان الذي أعطاها إياه يسوع.
وإخراج الشياطين من الناس كان يفعله قضاة اليهود في زمن يسوع كما في النصين التاليين:
- وان كنت أنا ببعلزبول أُخرج الشياطين،
فأبناوكم بمن يُخرجون،
لذلك هم يكونون قضاتكم. (متّى 12: 27)
- فان كنت أنا ببعلزبول أُخرج الشياطين،
فأبناؤكم بمن يُخرجون،
لذلك يكونون قضاتكم. (لوقا 11: 19)
كما أن الجميع يعلم ان كثيراً من الناس ومن مختلف الشعوب والديانات يُخرجون الشياطين.
معجزة تطهير البرص في العهد القديم
وهذه أيضاً لم يكن يسوع هو أول من عملها، بل يوجد عدة نصوص تتحدث عن بعض الأنبياء أنهم كانوا يقومون بتطهير البرص، كما حدث مع موسى وأُخته مريم، وكذلك أليشع الذي طهر نعمان قائد جيش آرام من البرص، وهي قصة كتب كتبة الأناجيل أن يسوع استشهد بها خلال مجادلاته مع اليهود، وليس هذا فقط بل إن أليشع قام بتبريص خادمه لأنه اخذ هدية من رئيس الجيش نعمان وكذب عليه.
- وكان نعمان رئيس جيش ملك أرام رجلاً عظيماً عند سيده مرفوع الوجه لأنه عن يده أعطى الرب خلاصاً لأرام، وكان الرجل جبار بأس أبرص. (الملوك الثاني 5: 1)
فأمره الملك ان يذهب الى السامرة لأن جارية يهودية قالت لزوجة نعمان انه يوجد نبيّ في اسرائيل يستطيع ان يشفيه من برصه، فقال أليشع:
- ليأت اليّ فيعلم انه يوجد نبيّ في إسرائيل،
فجاء نعمان بخيله ومركباته ووقف عند بيت أليشع،
فأرسل اليه أليشع رسولاً يقول اذهب واغتسل سبع مرات في الاردن فيرجع لحمك اليك وتطهر. (الملوك الثاني 5: 8-11)
ولكن نعمان غضب من هذا الطلب إلا أنه بعد فترة اقتنع وذهب الى نهر الاردن.
- فنزل وغطس في الاردن سبع مرات حسب قول رجل الإله فرجع لحمه كلحم صبي صغير وطَهُرَ،
فرجع الى رجل الإله هو وكل جيشه ودخل ووقف امامه وقال هو ذا قد عرفت أنه ليس إلهٌ في كل الارض إلا في إسرائيل. (الملوك الثاني 5: 14-15)
في هذه النصوص نقرأ أن نعمان الآرامي قد أقرّ بأنه لا إله في كل الأرض إلا إله إسرائيل ولم يقل لأليشع انه ابن الإله ولا أنه أُقنوم من الأقانيم الثلاثة الذين هم واحد ومن نفس الجوهر!
وأما استشهاد يسوع بهذه القصة فهو في النص التالي:
- وبُرْصٌ كثيرون كانوا في إسرائيل قي زمان أليشع النبي ولم يُطهّر واحد منهم الا نعمان السرياني. (لوقا 4: 27)
وان كان هذا الاستشهاد خطأ، لأنه لو لم يكن أليشع يُطهّر البرص لما عرفت الجارية بذلك، لأن جارية يهودية قالت لزوجة نعمان انه يوجد هناك نبيّ يستطيع أن يشفيه من برصه.
معجزة أليشع بإكثار الزيت لسد الدين عن أرملة
وأمّا معجزة تحويل الماء إلى خمر فأظن أن معجزتنا التالية ليست بأقل منها.
- وصرخت امرأة الى أليشع من نساء بني الانبياء قائلة ان عبدك زوجي قد مات، وأنت تعلم أن عبدك كان يخاف الربّ، فأتى المرابي ليأخذ ولديّ له عبدين،
فقال لها أليشع ماذا أصنع لك، ماذا لديك في البيت،
فقالت ليس لجاريتك شيء في البيت الا دهنة زيت،
فقال اذهبي استعيري لنفسك أوعية فارغة من عند جميع جيرانك أوعية فارغة ولا تقللي، ثم ادخلي وأغلقي الباب على نفسك وعلى بنيك، وصُبّي في جميع هذه الأوعية وما امتلأ انقليه،
فذهبت من عنده واغلقت الباب على نفسها وعلى بنيها،
فكانوا هم يقدمون لها الاوعية وهي تصب،
ولما امتلأت الاوعية قالت لابنها قدّم لي أيضاً وعاء فقال لها لا يوجد بعد وعاء، فوقف الزيت،
فأتت وأخبرت رجل الإله فقال اذهبي بيعي الزيت وأوفي دينك وعيشي انت وبنوك بما بقي. (الملوك الثاني 4: 1-7)
معجزة إطعام الناس بقليل من الطعام في العهد القديم
وأما معجزة إشباع يسوع الناس بقليل الطعام فلا أظن أنها تساوي إشباع شعب يفوق تعداده المليون نسمة لمدة أربعين سنة في البرية!
كما انه توجد قصة في العهد القديم تتحدث عن إطعام الكثير من الناس بالقليل من الطعام وهي كما يلي:
معجزة إطعام أليشع الناس وإشباعهم بالقليل من الطعام
- وجاء رجل من بعل شليشة وأحضر لرجل الإله خبز باكورة عشرين رغيفاً من شعير وسويقاً في جرابه،
فقال أعط للشعب ليأكلوا،
فقال خادمه ماذا، هل أجعل هذا أمام مئة رجل،
فقال أعط الشعب فيأكلوا لانه هكذا قال الرب يأكلون ويفضل عنه،
فجعل أمامهم فأكلوا وفضل عنهم حسب قول الرب. (الملوك الثاني 4: 42-43)
وأما معجزات المشي على الماء وتسكين الرياح والأمواج فلا أظن أن أتباع الكنائس الطيبين يقولون أنها أعظم من معجزة فلق البحر إلى قسمين ومرور بني إسرائيل للجهة الأخرى وهم يمشون على أرض البحر التي أصبحت صلبة وصالحة للمشي عليها وبكل سهولة.
من هذه المقارنة البسيطة نجد أن كل ما قام به يسوع من معجزات كما ذكرت الأناجيل كان قد قام بمثلها أنبياء العهد القديم بل وأعظم منها.
فكيف سيصدق الناس كتبة الأناجيل أن يسوع قال إن معجزاته لم يفعلها أحد قبله؟
أم كيف سيصدقونه في أن تلك المعجزات تشهد له أنه في أبيه وأن أباه فيه؟
وقد تكون هذه الكلمات قابلة للتصديق أنه قالها وأن يسوع في أبيه وأن أب يسوع في يسوع، وأن يسوع حلّ في أبيه وأن أب يسوع حلّ في يسوع، إلا أنه من المؤكد أن يسوع وأباه لا علاقة لهما بخالق السموات والأرض سوى الخضوع لمشيئته وإرادته سبحانه وتعالى عما يصفون ويشركون.
وأخيراً ماذا قال الرب خالق السموات والأرض عمن يقوم بعمل معجزات وهو يدعو لعبادة آلهة آُخرى دون الرب كما كتبت الأناجيل عن يسوع؟
لنقرأ النص التالي:
- إذا قام في وسطك نبيّ أو حالم حلماً وأعطاك آية أو أُعجوبة،
ولو حدثت الآية أو الأُعجوبة التي كلمك عنها قائلاً لنذهب وراء آلهة أُخرى لم تعرفها ونعبدها،
فلا تسمع لكلام ذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب إلهكم من كل قلوبكم ومن كل أنفسكم،
وراء الرب إلهكم تسيرون،
وإياه تتقون،
ووصاياه تحفظون،
وصوته تسمعون،
وإياه تعبدون،
وبه تلتصقون،
وذلك النبي أو الحالم ذلك الحلم يُقتل،
لأنه تكلم بالزيغ من وراء الرب إلهكم الذي أخرجكم من أرض مصر وفداكم من بيت العبودية لكي يُطوّحكم عن الطريق التي أمركم الربّ إلهكم أن تسلكوا فيها فتنزعون الشرّ من بينكم. (التثنية 13: 1-5)
في هذا النص يقول الرب أنه إذا قام إنسان بعمل المعجزات وهو يدعو لعبادة آلهة أُخرى غير الرب فلا يجب تصديقه، لأن هذه المعجزات إنما هي إختبار من الرب خالق السموات والأرض لكي يعلم إن كنا نعبده وحده ونحبه ونتقيه ونلتزم بوصاياه، وأما ذلك الإنسان فحكمه القتل.
فماذا سيكون موقف أتباع الكنائس الطيبين بعد هذا الكلام الواضح للرب الإله الحق خالق السموات والأرض، هل سيبقون يعبدون آلهة أُخرى لأن الأناجيل كتبت عن يسوع قيامه ببعض المعجزات، أم أنهم لن يسمحوا لأي شخص بإبعادهم عن الرب خالقهم الإله الحق، وأنهم لن يسيروا وراء آلهة أُخرى مهما وُصِفت به من صفات، بل سيحبون الرب خالقهم،  ويعبدونه ويتقونه وحده، ويحفظون وصاياه وحده؟ آمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق