الجمعة، 23 يناير 2015

الفصل الثالث: تعاليم ووصايا يسوع: وصايا يسوع بقلع العيون وقطع الأيدي والأرجل التي تعثر أصحابها وقتل من يغضب على آخر باطلاً وخلود من يقول لآخر يا أحمق في النار

الفصل الثالث: تعاليم يسوع ووصاياه
لا تتحدث الكنائس عن تعاليم يسوع كثيراً باستثناء دعوته للمحبة والسلام، وهذا أمر مستغرب لأن الأناجيل مليئة بالتعاليم في شتى المجالات، وفي هذا الفصل قمت بجمع أكبر عدد منها ودراستها، لنرى حقيقة هذه التعاليم من عدة جوانب، الأول مدى توافق هذه التعاليم مع أقوال يسوع نفسه، والثاني مدى توافق تعاليمه مع الحياة الإنسانية، والثالث مدى توافقها مع ما تقوله الكنائس من أن يسوع هو مُخلص البشرية، والرابع مدى توافق هذه التعاليم مع الصفة التي تقدمه بها الكنائس باعتباره الأُقنوم الثاني من الأقانيم الثلاثة الذين هم واحد ومن نفس الجوهر، والخامس مدى توافقها مع شرائع العهد القديم وهو القائل ما جئت لأنقض الناموس بل لأُكمل وأخيراً مدى التزام الكنائس بهذه التعاليم.
يقول يسوع أن من يؤمن به ولو مثل حبة خردل فإنه يستطيع عمل المعجزات، ومنها الطلب من الشجر الإنغراس في البحر، كما في النص التالي:
- فقال الرسل للرب زد إيماننا،
فقال الرب لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم. (لوقا 17: 5-6)
وهذا الأمر لا يحدث مع أتباع الكنائس، ولم يحدث، فما هو السبب في عدم طاعة الشجر لهم بالإنغراس في البحر؟
 هل هو عدم صحة هذا النص، أم لأن إيمان تلاميذه وأتباع الكنائس أقل من حبة خردل؟!
الكنائس تقول ان هذا النص صحيح، إذاً فلا يبقى سوى القول أن إيمان التلاميذ وأتباع الكنائس أقل من حبة خردل! وهذا القول يطرح سؤالاً كبيراً وهو لماذا يكون إيمان الكنائس المختلفة وأتباعها أقل من حبة الخردل، هل لأنهم راضون بقلة الإيمان، أم لأن الإيمان الذي جاء به يسوع صعب ولا يمكن تحقيقه؟
وللإجابة على هذا السؤال لا بدّ من دراسة معنى الإيمان كما بينه يسوع في الأناجيل حتى نعلم إن كانت الكنائس المختلفة تلتزم بهذا الإيمان أم لا.
- ولماذا تدعونني يا رب يا رب وأنتم لا تفعلون ما أقوله،
كل من يأتي اليّ ويسمع كلامي ويعمل به أُريكم ما يشبه، يشبه انساناً بنى بيتاً وحفر وعمّق ووضع الأساس على الصخر، فلما حدث سيل صدم النهر ذلك البيت فلم يقدر أن يزعزعه لأنه كان مؤسساً على الصخر، وأما الذي يسمع كلامي ولا يعمل به فيشبه انساناً بنى بيته على الأرض من دون أساس، فصدمه النهر فسقط حالاً وكان خراب ذلك البيت عظيماً. (لوقا 6: 46-49)
في هذا النص نقرأ استنكار يسوع لمن يدعوه رباً وهو لا يفعل ما يقوله، ويضرب مثلاً لمن يسمع كلامه ولا يعمل به ومن يسمع كلامه ويعمل به، فحقيقة الإيمان هي العمل بكلامه، وليس الإدعاء فقط، ويبين هذا الأمر بصورة جلية في النص التالي:
- ليس كل من يقول لي يا رب يا رب يدخل مملكة السماء،
بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماء،
كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يا رب يا رب أليس باسمك تنبأنا وباسمك أخرجنا الشياطين وباسمك صنعنا قوّات كثيرة،
فحينئذ أصرّح لهم أني لم أعرفكم قط،
اذهبوا عني يا فاعلي الإثم. (متّى 7: 21-23)
فليس كل من يقول ليسوع يا رب يدخل مملكته، وإن عمل المعجزات وأخرج الشياطين باسمه، وصنع المعجزات باسمه، وتنبأ باسمه، مع أن نبوءات يسوع نفسه لم تتحقق، بل من يفعل ما يريده أبوه الذي في السماء!
فماذا يريد أب يسوع من الكنائس المختلفة وأتباعها حتى يُدخلهم في مملكة يسوع، وماذا يريد يسوع من الكنائس وأتباعها كي يقبلهم في مملكته؟
تخبرنا الأناجيل أن أبا يسوع تكلم بجملتين فقط، إحداهما في النص التالي:
- وفيما هو يتكلم إذا سحابة نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت، له اسمعوا،
ولما سمع التلاميذ سقطوا على وجوههم وخافوا جداً،
فجاء يسوع ولمسهم وقال قوموا ولا تخافوا،
فرفعوا أعينهم ولم يروا أحداً الا يسوع وحده. (متّى 17: 5-8)
في هذا النص يطلب أبو يسوع من التلاميذ والكنائس المختلفة أن يسمعوا ليسوع، ولا يوجد كلام لأب يسوع في الأناجيل الأربعة سوى هذه الجملة، والتي قالها أيضاً بعد تعميد يوحنا المعمدان ليسوع في نهر الأردن أول كرازته، ولكن دون قول اسمعوا له، وجملة ثانية مجّدت وأُمجد (يوحنا 12: 28)
وهذا الطلب بالسماع ليسوع يتطلب دراسة كلام يسوع وصفاته.
فما هي صفات كلام يسوع، وبماذا وصف يسوع من يسمع كلامه وينفذ إرادته وإرادة أبيه، وماذا طلب يسوع من تلاميذه ومن الكنائس؟
لقد وصف يسوع كلامه في عدة مواضع في الأناجيل ومنها النصوص التالية:
السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (متى 24: 35)
السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (مرقس 13: 31) 
السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول. (لوقا 21: 23)
وقال في وصف كلامه أيضاً:
- إن لي أُموراً كثيرة أيضاً لأقول لكم،
ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن،
واما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأُمور آتية،
ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويُخبركم. (يوحنا 16: 12-14)
- واما المعزي الروح المقدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يُعلّمكم كل شيء ويُذكركم بكل ما قلته لكم. (يوحنا 14: 25)
وهنا لن أتحدث عن المعزي إن كان قد جاء أم لا، ولا في أي كنيسة هو ماكث، ولكننا نلاحظ أن يسوع وصف كلامه بأنه حق.
ووصف يسوع كلام أبيه بأنه حق، كما في النص التالي:
- قدسهم في حقك، كلامك هو حق. (يوحنا 17: 17)
كما أن بطرس وصف كلام يسوع بأنه كلام الحياة الأبدية كما في النص التالي:
- فقال يسوع للاثني عشر ألعلكم أنتم أيضاً تريدون أن تمضوا،
فأجابه سمعان بطرس يا رب إلى من نذهب،
كلام الحياة الأبدية عندك. (يوحنا 6: 67-58)
من هذه النصوص نخلص إلى أن كلام يسوع وأبيه هو كلام حق وكلام الحياة الأبدية.
وأما بماذا وصف يسوع من يسمع كلامه فهذا يجيب عليه يسوع في النصوص التالية:
- وفيما هو يُكلم الجموع إذا أمه وإخوته قد وقفوا خارجاً طالبين أن يُكلموه،
فقال له واحد هو ذا أُمك وإخوتك واقفون خارجاً طالبين أن يُكلموك،
فأجاب وقال للقائل له من هي أُمي ومن هم إخوتي،
ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها أُمي وإخوتي، لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماء هو أخي وأختي وأمي. (متّى 12: 46-50)
- فجاءت حينئذ إخوته وأُمه ووقفوا خارجاً وأرسلوا إليه يدعونه،
وكان الجمع جالساً حوله فقالوا له هو ذا أُمك وإخوتك خارجاً يطلبونك،
فأجابهم قائلاً من أُمي وإخوتي،
ثم نظر حوله إلى الجالسين وقال ها أُمي وإخوتي،
لان من يصنع مشيئة الإله هو أخي وأُختي وأُمي. (مرقس 3: 31-35)
- وجاء اليه أُمه واخوته ولم يقدروا أن يصلوا اليه لسبب الجمع،
فاخبروه قائلين أُمك واخوتك واقفون خارجاً يريدون ان يروك،
فأجاب وقال لهم أُمي واخوتي هم الذين يسمعون كلمة الإله ويعملون بها. (لوقا 8: 19-21)
في هذه النصوص يصف يسوع من يسمع كلام الإله ويصنع مشيئة أب يسوع أنهم أُمه وإخوته وأخواته.
كما وصف يسوع التلاميذ والكنائس بأنهم ملح الأرض ونور العالم فقال:
- أنتم ملح الأرض، ولكن إن فسد الملح فبماذا يُملح لا يصلح بعد لشيء إلا أن يطرح ويُداس من الناس. (متّى 5: 13)
- أنتم نور العالم،
لا يمكن أن تخفى مدينة موضوعة على جبل، ولا يُوقدون سراجاً ويضعونه تحت المكيال بل على المنارة فيضيء لجميع الذين في البيت،
فليُضئ نوركم قدّام العالم، لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجّدوا أباكم الذي في السماء. (متّى 5: 14-16)
ووصفهم بأنهم خِرافه التي تسمع صوته، وسماع صوته تعبير عن العمل بما أمرهم به، كما في النص التالي:
- خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني،
وأنا أُعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد،
ولا يخطفها أحد من يدي. (يوحنا 10: 27-28)
واعتبرهم في قول آخر أنهم رُسُله الذين اختارهم ليُبلغوا أقوله إلى العالم:
- ولمّا كان النهار دعا تلاميذه واختار منهم اثني عشر الذين سماهم أيضاً رُسلاً. (لوقا 6: 13)
- كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم،
ولأجلهم أُقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضاً مقدسين في الحق. (يوحنا 17: 18)
ليس أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم،
لكي يُعطيكم الأب كل ما طلبتم باسمي،
بهذا أُوصيكم حتى تُحبوا بعضكم بعضاً. (يوحنا 15: 16-17)
وقال عنهم أنهم خاصته وانه يضع نفسه على الصليب من أجلهم وأنه جاء ليخدمهم، مع أنه الأُقنوم الثاني من الأقانيم الثلاثة الذين هم واحد ومن نفس الجوهر كما تقول قوانين إيمان الكنائس المختلفة، كما في النصين التاليين:
- أما أنا فاني الراعي الصالح وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني،
كما أن الأب يعرفني وأنا أعرف الأب،
وأنا أضع نفسي عن الخراف. (يوحنا 10: 14-15)
- لأن ابن الانسان أيضاً لم يأت ليُخدم بل ليَخدم وليَبذل نفسه فِدية عن كثيرين. (مرقس 10: 45)
وهذا ما تقوله كل الكنائس المختلفة أن يسوع صُلب من أجلها.
وأعطاهم مملكة أبيه، فقال:
- ورفع عينيه إلى تلاميذه وقال طوباكم ايها المساكين لأن لكم مملكة الإله. (لوقا 6: 20)
وأعطاهم القدرة على فعل كل المعجزات التي عملها هو وأعظم منها، فقال:
- الحق الحق اقول لكم من يؤمن بي فالاعمال التي انا اعملها يعملها هو ايضاً، ويعمل أعظم منها لأني ماض إلى أبي،
ومهما سألتم باسمي فذلك أفعله ليتمجد الأب بالابن،
ان سألتم شيئاً باسمي فإني أفعله. (يوحنا 14: 12-14)
وهذه الآيات تتبع المؤمنين،
يُخرجون الشياطين باسمي،
ويتكلمون بالسنة جديدة،
ويحملون حيّات وإن شربوا شيئاً مميتاً لا يضرهم،
ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون. (مرقس 16: 17-18)
- وفيما انتم ذاهبون اكرزوا قائلين انه قد اقتربت مملكة السماء،
اشفوا مرضى،
طهروا برصاً، أقيموا موتى، أخرجوا شياطين. (متّى 10: 7-8)
هذه الصفات التي وصف يسوع بها من آمن به والقدرات التي وَعَد بإعطائها لهم  كانت مشروطة بعدة شروط منها العمل بوصاياه وأقواله، كما في النص الأول، وسماع أقواله كما قال أبوه في النص الثاني اسمعوا له، وكما قال هو في نص آخر ان خرافه تسمع صوته وتتبعه، وصوته يعني كلامه الذي سمعه من أبيه كما في النص التالي:
- لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي. (يوحنا 15: 15)
وسماع صوته وكلامه ليس فقط بالأُذن، بل بالعمل به والمحافظة عليه، كما في النصوص التالية:
- أنا الكرمة وأنتم الأغصان، الذي يثبت فيّ وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير، لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً،
إن كان أحد لا يثبت فيّ يُطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق،
إن ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم،
بهذا يتمجد أبي أن تأتوا بثمر كثير فتكونون تلاميذي،
كما أحبني الأب أحببتكم أنا، اثبتوا في محبتي،
إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أنا قد حفظت وصايا أبي وأثبت في محبته،
كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم. (يوحنا 15: 5-11)
- هذه هي وصيتي لكم أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم،
ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه،
أنتم أحبائي ان فعلتم ما أُوصيكم به،
لا أعود أُسميكم عبيداً لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده،
لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي. (يوحنا 15: 12-15)
الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يُحبني. (يوحنا 14: 21)
- أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتني من العالم،
كانوا لك وأعطيتهم لي،
وقد حفظوا كلامك،
والآن علموا أن كل ما أعطيتني هو من عندك،
لأن الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم. (يوحنا 17: 6-8)
في هذه النصوص نقرأ أن يسوع يطلب ممن يؤمن به أن يَثبُت كلامه فيه، وهذا الثبات يكون بحفظ وصاياه وفعلها والعمل بها، فان هم قاموا بذلك فإنهم يأتون بثمر كثير ويكون لهم ما يريدون، ويكونون أحباء وتلاميذ له.
فعدم ظهور الصفات التي وعد يسوع بها التلاميذ والكنائس المختلفة وخاصة القدرة على أمْر الشجر بالإنقلاع من الأرض والإنغراس في البحر، وإحياء الموتى وغيرهما، يدل على أحد أمرين، إما أنهم لم يحفظوا كلامه ويعملوا بوصاياه، أو أن هذه الوصايا غير قابلة للتنفيذ وليست صحيحة، فما هي كلمات يسوع ووصاياه التي إن فعلها أحد يكون تلميذاً له، ويتحقق له ما وعده يسوع؟
وصية يسوع بقلع العيون التي تعثر أصحابها
فإن كانت عينك اليمنى تعثرك،
فاقلعها وألقها عنك،
لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يُلقى جسدك كله في جهنم. (متّى 5: 29)
- وان أعثرتك عينك فاقلعها عنك،
خير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تلقى في جهنم النار ولك عينان. (متّى 18: 9)
- وان أعثرتك عينك فاقلعها،
خير لك أن تدخل مملكة الاله أعور من أن تكون لك عينان وتطرح في جهنم النار. (مرقس 9: 47)
في هذه النصوص يأمر يسوع التلاميذ وأتباع الكنائس الطيبين  بقلع عيونهم إن هي أعثرتهم، ولكنه لم يبين لهم معنى الإعثار الذي يستوجب قلع العيون، فكيف سيلتزمون العمل بهذه الوصية؟
هل الاعثار الذي يستوجب قلع العين هو النظر للمرأة الأجنبية كما قال في وصية أُخرى ان من نظر إلى امرأة ليشتهيها فهو يزني بها في قلبه، أم غير ذلك من الأُمور التي تنظر إليها العيون؟
كما أنه لم يبين من الذي سيطبق هذه الوصية ويقوم بقلع العيون!
وإذا أعثرت العين الثانية صاحبها هل يجب عليه قلعها حتى لا يدخل الحياة الأبدية أعمى، بدلاً من أن يُلقى في جهنم النار وله عينان؟!
والأعجب من هذه الوصية هو قوله خير لك أن تدخل الحياة أعور من أن تلقى في جهنم النار ولك عينان، فهل يمكن أن يكون في مملكة يسوع أشخاص عميان وآخرون عوران لأن عيونهم أعثرتهم فقلعوها التزاماً بهذه الوصية؟!
ألم يكن من الواجب أن يقول يسوع بأنه سيعوضه عن عينه التي قلعها من أجله في مملكته بدلاً من إدخاله أعور أو أعمى، وهو الذي وعد تلاميذه بإعطائهم مائة ضعف لأي شيء يتركونه من أجله حتى الأُم والأب والزوجة؟!
وصية يسوع بقطع الأيدي التي تعثر أصحابها
- وان كانت يدك اليمنى تعثرك،
فاقطعها وألقها عنك،
لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك ولا يُلقى جسدك كله في جهنم. (متّى 5: 30)
- وان أعثرتك يدك فاقطعها،
خير لك أن تدخل الحياة أقطع من أن تكون لك يدان وتمضي إلى جهنم الى النار التي لا تطفأ، حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ. (مرقس 9: 43-44)
في هذين النصين يقول يسوع ان من أعثرته يده خير له أن يقطعها ويُلقيها عنه، ولكنه لم يبين معنى الاعثار، هل هو السرقة أو القتل أو غيرهما من الإعثارات التي تقوم بها اليد، كما أنه لم يُبين لهم من الذي سيقوم بتنفيذ هذه الوصية؟!
وهنا أيضاً نجد أن يسوع لم يعوض أتباعه الذين يقطعون أيديهم تنفيذاً لهذه الوصية في مملكته فيقول انه خير للإنسان الذي تعثره يده أن يقطعها ويدخل الحياة أقطع من أن يدخل جهنم النار وله يدان!
وصية يسوع بقطع الأرجل التي تعثر أصحابها
فان أعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها وألقها عنك،
خير لك أن تدخل الحياة أعرج أو أقطع من أن تلقى في النار الأبدية ولك يدان أو رجلان. (متّى 18: 8)
وان أعثرتك رجلك فاقطعها،
خير لك أن تدخل الحياة أعرج من أن تكون لك رجلان وتطرح في جهنم في النار التي لا تطفأ، حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ. (مرقس 9: 45-46) 
وهذه الوصية كسابقتها يطلب يسوع فيها من التلاميذ وأتباع الكنائس أن يقطعوا أرجلهم التي تعثرهم، ولا أُريد تكرار ما قلته سابقاً، وما أود الإشارة إليه هنا وهو إذا كان التلاميذ حقيقة مؤمنين به وملتزمين بكل وصاياه فلماذا لم تذكر الأناجيل وباقي رسائل العهد الجديد أي قصة عن قلع أحد هؤلاء التلاميذ لعينه أو قطع رجل أحدهم أو حتى قطع يد أحدهم؟
ألم تعثر عيون بطرس ويوحنا ويعقوب عندما ناموا وتركوا يسوع يُصلي لأبيه كي تعبر عنه تلك الكأس مع أنه طلب منهم أن يسهروا معه ولو لساعة؟
أم ان أرجل التلاميذ لم تعثرهم وهم يهربون ويتركون يسوع وحده؟!
أم ان يديّ توما التلميذ الشكاك لم تعثره وهو يضع أصابعه ويده في جراح يسوع لأنه لم يكن مؤمناً بقيامة يسوع من الأموات؟!
وصية يسوع بقتل من يغضب على آخر باطلاً
- قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم،
وأما أنا فأقول لكم ان كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم. (متّى 5: 21-22)
في هذا النص يقول يسوع ان حكمه على كل من يغضب على أخيه هو القتل!
ومع أن هذا الحكم ينقض الناموس كما قال هو ويُخالفه إلا أن يسوع في هذه الوصية، لم يُبين حدّ الغضب الذي يستوجب القتل ولا من يُنفذه!
وهنا قد تعترض الكنائس فتقول إن كلامه يدعو إلى الحلم وعدم الغضب، وهذا صحيح ولكن إذا غضب إنسان على أخيه فان الحكم عليه يكون بالقتل، فتبقى الوصية قائمة، ولهذا فان الكنائس أعرضت عن التبشير بهذه الوصية، كما إنها أزالتها من الواقع فلم تقم بتطبيقها على أحد.
حكم يسوع بخلود من يقول لآخر يا أحمق في النار
- ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم. (متّى 5: 22)
في هذه الوصية يقول يسوع إن من يقول لإنسان آخر يا أحمق فانه يستوجب نار جهنم، وهذه كسابقاتها من الوصايا التي تثير الدهشة والحيرة عندما يقرأها الإنسان وهي تصدر عن يسوع، خاصة إذا تذكرنا قوله:
- وكل من قال كلمة على ابن الإنسان يُغفر له واما من جدف على الروح المقدس فلا يُغفر له. (لوقا 12: 10)
ففي هذا النص يقول يسوع إن من يُجدف عليه فانه يُغفر له وفي الوصية يقول إن من قال لإنسان يا أحمق فانه سيدخل نار جهنم؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق